مكون النصوص:
الخروج:
تقديم حول تيار تجديد الرؤيا:
لم يتوقف خطاب الحداثة عن الثورة على الأوزان والقوافي، بل إن الحداثة في جوهرها موقف من الحياة والوجود ورؤيا جديدة للمستقبل تتطور بحسب نمو الحقل الشعري ودرجة انفتاحه على العالم وقد كان هذا الشعر نتيجة لما خلفته نكبة فلسطين وما تلاها من أزمة بعد حصول الدول العربية على استقلالها وخصوصا نكسة 1967م والصراع السياسي حول السلطة الذي ولَّد انقسامات داخلية وظهور الفكر التحرري.
وقد نزعم هذا التيار مجموعة من الشعراء من بينهم بدر شاكر السياب وأدونيس وخليل الحاوي وعبد الوهاب البياتي وأمل دنقل وصاحب القصيدة صلاح عبد الصبور.
فإلى أي حد جسدت القصيدة الشعر الرؤيوي؟ وما هي خصائصها الفنية والدلالية والتعبيرية؟
صاحب النص:
صلاح عبد الصبور هو أحد رواد الحداثة الشعرية في مصر والعالم العربي بشكل عام. اشتغل في مجالي التعليم والصحافة. كانت انطلاقاته الشعرية تقليدية حيث اعتمد القصيدة العمودية ثم تحول بعد ذلك الى القصيدة التفعيلة، كما جمع الشاعر بين الثقافتين العربية والتراثية والعربية الحديثة.
أنشطة الملاحظة:
بملاحظتنا لشكل القصيدة الهندسي يتضح أنها عبارة عن أسطر شعرية متفاوتة الطول مختلفة الروي.
أما العنوان فيتكون من كلمة واحدة هي "الخروج" التي تدل على الرحيل والمغادرة والانتقال من مكان الى آخر.
وانطلاقا من العنوان وبداية القصيدة نفترض أ، الشاعر سيعبر عن رغبته في الانتقال من حياته القديمة الى حياة جديدة.
أنشطة الفهم:
الوحدات الدلالية:
إذا تأملنا في قصيدة صلاح عبد الصبور سوف نجد أن الفكرة الأساسية التي يريد الشاعر معالجتها هي فكرة الهروب من حياته القديمة الى حياة أخرى جديدة فيبدأ بوصف كيفية مغادرته للمدينة القديمة ليلا، ثم ينتقل الى التعبير عن تلهفه الى قتل نفسه القديمة كي يبعث من جديد.
اقتراب الشاعر من تحقيق حلمه وهو وصول الى المدينة المنيرة إلا أنه يستضم بالواقع المر.
أنشطة التحليل:
الحقول الدلالية:
ويتوزع معجم هذه القصيدة الى حقلين دلاليين هما حقل الحياة وحقل الموت.
فالألفاظ التي تدل على الحياة في القصيدة هي: بعثي، المدينة المنيرة، طهارتي، مدينة الرؤى... .
أما الحقل الثاني فتدل عليه الألفاظ والعبارات التالية: قتل نفسي، الموت، ثيابي السوداء، عيشي الأليم... .
وتربط بين هاذين الحقلين علاقة ترابط فانبعاث الشاعر وخلاصه من حياته القديمة لا يكون إلا من طريق الموت.
كما وظف لغة سهلة ومتداولة إلا أنها تخلو من دلالات ومعاني عميقة تحتاج الى التأويل.
الصور الشعرية:
وقد استعان الشاعر بمجموعة من الوسائل التعبيرية الجديدة كالانزياح الدلالي: "طلعت الصحراء وظهرها الكتوم"، "مدينة الرؤى التي تشرب ضوءً"...، والانزياح التركيبي: "ظهرها الكتوم".
والرمز: فالمدينة المنيرة في القصيدة ترمز الى حياة الشاعر الجديدة.
كما توسل الشاعر بجملة من الصور الشعرية التقليدية كالتشبيه "أخرج كاليتيم" والاستعارة "حملت السر دفنته ببابها" حيث استعار الشاعر صفة الدفن من الانسان وأسندها الى السر دلالة على كتمانه، "انطفئي مصابيح السماء" إذ استعار لفظة المصابيح وأسندها الى النجوم.
وقد اتسمت هذه الصور الشعرية بالغموض والخروج عن المألوف، وأدت وظائف جمالية وتعبيرية وإيحائية.
الإيقاع:
أما بالنسبة للبنية الإيقاعية نجدها على المستوى الخارجي قد نحت منحنى التجديد فالشاعر اعتمد نظام التفعيلة التي يختلف عددها من سطر الى آخر حسب الدفقة الشعورية
كما نوع الشاعر على مستوى الروي (م، ق، ل، ء...) أما على المستوى الإيقاع الداخلي فقد تشكل من المجانسات الصوتية الناتجة عن ظاهرتي التكرار والتوازي.
الأساليب:
ونلاحظ أن الشاعر قد مزج بين الخبر والإنشاء مع هيمنة واضحة للأسلوب الخبري لأن الشاعر يخبرنا عن رغبته في الانتقال من حياته القديمة الى حياة جديدة، أما الأساليب الإنشائية قد مكنت الشاعر التعبير عن مشاعر، وأحاسيسه كالأمر "انطفئي"، والاستفهام "أم أنت حق؟".
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار اكتب تعليقا هنا