التاريخ:
الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية:
مقدمة:
اهتمت أروبا بالبحث عن طريق جديد نحو الهند بدافع حاجتها الماسة الى المنتجات الآسيوية. فكان أن أوصلتها حركتها الاستكشافية المتتالية الى التعرف على عوالم جديدة ترتبت عنها نتائج هامة غيرت مسار العلاقات التاريخية في أروبا والعالم.
ما طبيعة الاكتشافات الجغرافية وامتدادها المجالي خلال القرنين 15 و 16م؟
ما دوافعها ونتائجها الدالة على التحولات التي عرفتها أروبا والعالم عقب ذلك؟
وما خصائص الميركنتيلية كلبنة أساس للفكر الاقتصادي أنداك؟
تعريف الاكتشافات الجغرافية وأهم مراحلها وأسبابها:
تعريف الاكتشافات الجغرافية وأهم مراجعها:
الاكتشافات الجغرافية: هي مجموعة من الرحلات البحرية التي تزعمتها الدول الأوربية خاصة البرتغال واسبانيا وإنجلترا وفرنسا، بهدف الوصول الى منابع التجارة العالمية أنداك "تجارة التوابل، والحرير، وتجارة العبيد، والمعادن النفيسة"، وتجاوز ومحاصرة الوساطة العالم الإسلامي.
مرت هذه الاكتشافات عبر مجموعة من المراحل:
× البرتغال:
- الرحالة بارطولومي دياز (1487ـ1488م): رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب القارة الافريقية.
- الرحالة فاسكودي غاما (1498م): الوصول الى الهند عبر رأس الرجاء الصالح.
- الرحالة كابرال (1501م): الوصول الى سواحل البرازيل.
× اسبانيا:
- الرحالة كريستوف كولومبوس (1492ـ1493م): أمريكا الوسطى وجزر هايتي.
- الرحالة أمريكو فسبوتشي (1506م): وصل الى سواحل فينزويلا وصحح خطأ كولومبوس حيث أكد لأنه وصل الى عالم جديد سمي باسمه.
- الرحالة ماجلان (1519ـ1521م): استكشف مضيق ماجلان واغتل في الفليبين.
- الرحالة إلكانو (1522م): واصل الرحلة بعد مقتل ماجلان وأثبت كروية الأرض بوصوله الى اسبانيا.
× إنجلترا:
- جون كابو (1498م): السواحل الشرقية لأمريكا الشمالية.
× فرنسا:
- الرحالة جاك كارتييه (1534م): منطقة كيبيك بكندا.
=> أدت المنافسة بين البرتغال واسبانيا على البحار والمناطق المكتشفة الى طلب تدخل البابا لتقسيم نفوذ الدولتين، فتم إبرام معاهدة "تورد سيلاس" سنة 1494م والتي أعطت البرازيل والقارة الافريقية والهند للبرتغال بينما أعطت اسبانيا القارة الأمريكية وبعض الأجزاء من آسيا.
=> لم تقبل الدول الأوروبية الأخرى بهذا التقسيم لذلك قامت فرنسا وانجلترا برحلات استكشافية الى قارة أمريكا الشمالية.
أسباب الاكتشافات الجغرافية:
أ. العوامل الاقتصادية:
- البحث التوابل والمعادن النفيسة ومحاولة تخطي الوساطة التجارية الإسلامية والإيطالية والوصول الى منابع التجارة الاسيوية "التوابل والحرير" والتجارة الافريقية "العبيد والمعادن النفيسة".
- الأزمة الاقتصادية الاوربية في الذهب والفضة دفعت بالأوروبيين للخروج على منابعها.
ب. الأسباب الدينية والسياسة:
- محاولة تطويق العالم الإسلامي ونشر الديانة المسيحية.
- توحيد اسبانيا والرغبة في طرد المسلمين من الأندلس.
ج. العوامل الفنية:
- تطوير الأدوات الموظفة في الاكتشافات الجغرافية كالاهتمام برسم الخرائط وعلم الفلك واستخدام العديد من الأدوات كالبوصلة والأسطولات.
- بناء سفن عملاقة سميت الكارافيلا، تميزت بحمولتها الكبيرة واستعمالها لعدد كبير من الأشرعة وهذا ما أدى الى زيادة القدرة على المغامرة وسط البحار.
نتائج الاستكشافات الجغرافية:
اكتشف الأوربيون مناطق جديدة حول العالم:
وصلت الرحلات الاستكشافية الاسبانية والبرتغالية الى مناطق جديدة بالعالم حيث احتلت اسبانيا مناطق أمريكا الوسطى وأجزاء من أمريكا الجنوبية وجزر الفليبين بينما احتلت البرتغال والبرازيل ومراكز تجارية على السواحل الهند والخليج العربي.
تدفقت المعادن النفيسة على أروبا من العالم الجديد:
- اعتمد الإبريون على سياسة الإبادة في العالم الجديد للحصول على المعادن النفيسة، لذلك تم جلب العبيد من افريقيا للعمل في المناجم والمزارع.
- اعتمد الأوربيون على جلب الذهب والفضة لذلك ارتفعت كمياتها.
=> أدى ارتفاع كمية المعادن النفيسة بأروبا الى بروز فئة التجار الذين تزايدت ثوراتهم وتمويلاتهم للمشاريع التجارية والصناعية والى تعاظم دور المؤسسات المالية لكن هذا الرخاء الاقتصادي انعكس سلبا على المجتمعات الأوروبية حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية وتدنى مستوى عيش مجموعة من الفئات كالعمال وحرفيين مما أثر سلبا عليهم.
تحولات الطرق التجارية من البحر الأبيض المتوسط الى المحيط الأطلسي:
تزايدت أهمية المحيط الأطلسي فازدهرت فيه الموانئ مثل: "ليشبونا، أمستردام..." على حساب البحر الأبيض المتوسط "تراجع الموانئ الإسلامية والإيطالية" كما تراجعت أهمية القوافل الصحراوية لصالح الملاحة البحرية الأطلسية ومعه دور المغرب كوسيط تجاري بين افريقيا وأروبا.
=> أدى ذلك الى تدفق الذهب بوفرة على البرتغال، وعلى الاسبان من من أمريكا.
دور الميركنتيلية في تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية لأروبا خلال القرنين 15 و 16م:
مفهوم الميركنتيلية التجارية:
اشتق هذا الاسم من كلمة ميركانتي وتعني التاجر باللغة الإيطالية.
شهدت أروبا خلال القرنين 15 و 16م تدفق الذهب والفضة لذلك ظهرت طبقة من التجاريين في كل بلاد أروبا "إنجلترا، فرنسا، اسبانيا...".
اعتبر التجاريون أن امتلاك الذهب والفضة هو أساس قوة الدولة لذلك يجب زيادة كمياتها وعدم السماح لتصديرها.
خصائص ومظاهر الميركنتيلية التجارية بأروبا خلال القرنين 15 و 16م:

great
ردحذف